إن التطوّر الذي طرأ في السنوات الأخيرة في مجال عمليّات الشدّ والرفع هو استخدام الكاميرا لتبسيط الجراحة، حيث تُجرى العمليّة عن طريق الرصد بكاميرا بصريّة يتمّ إدخالها من خلال شقّ صغير. ويمكن للجرّاح بهذه الطريقة متابعة عمله على الشاشة. ويتمّ إدخال أدوات صغيرة جدّاً في أنبوب مجوّف صغير من خلال إحداث شقّ ثاني. وبفضل دقّتها وصغر حجمها، يمكن للجرّاح العمل بـ”لطف” على الدهون والعضلات، وإجراء “نحت” حقيقي للوجه والحدّ من آثار العملية. ولا يُعتمد هنا على الجلد المشدود جدّاً لإجراء العملية.
تسمح هذه الطريقة بالحدّ من حجم الندوب عن طريق إحداث شقوق صغيرة والقيام بإجراءات العمليّة بدقّة أكبر، بل وفصل الدهون بشكل أكثر عمقاً بفضل أدوات أقلّ تسبّباً بالجروح، تسمّى”المناظير””.
أهمّية استخدام المنظار
تحسّنت تقنيّات عمليّات الشدّ باستخدام المنظار بشكل كبير عمّا كانت عليه منذ 20 عاماً. ففي البداية، لم يكن يتمّ إستخدامها إلا لتجاعيد الجبين، عن طريق العمل على العضلات المسؤولة عن تشكيلها. وعلى مرّ السنين، تطوّرت هذه الطريقة لتشمل الصدغين والحاجبين والعينين وتفّاحتَي الخدّين. ويمكن اليوم علاج الجزء السفلي من الوجه والعنق عن طريق المنظار من أجل إعادة تحديد ورسم محيط هذه المنطقة.
وتعطي هذه الطريقة الجديدة نتيجة طبيعية للغاية، إذ تحدّ أيضاً بشكل كبير من الندوب التي تنتج عادةً عن عمليّات الشدّ التقليدية.
تناسب عمليّات شدّ الجزء السفلي من الوجه بالمنظار النساء اللواتي لديهنّ الكثير من التجاعيد في هذه المنطقة من الوجه واللواتي لا يردن إجراء عمليّة شدّ كاملة. وما يتمّ العمل عليه هنا هو الجزء السفلي فقط: الألغاد، العنق المتضخّم، محيط الوجه المتدلّي، الذقن المزدوج، الطيّات الأنفيّة الواضحة… ويمكن أيضاً إجراؤها للنساء اللواتي خضعن سابقاً لعمليّة شدّ تقليدية ويعانين من شيخوخة العنق التي تفشي عن عمرهنّ الحقيقي.
وبفضل هذه التقنيّة الجديدة، يمكن للجرّاح إجراء الشدّ بشكل منفصل عن العنق، ما يشكّل تقدّماً حقيقياً في هذا المجال الذي لم يتمّ استكشافه بالكامل حتّى الآن.
كيف تتمّ العمليّة؟
يبدأ الجرّاح عن طريق إحداث شقّ صغير جدّاً تحت الذقن على شكل حرف W ومن خلال هذا الشقّ، يقوم بتصحيح الجلد المتدلّي تحت العنق عن طريق خياطة العضلة الجلدية بخيط قابل للامتصاص.
ويقوم أثناء متابعة عمله على شاشة الفيديو بتخفيف محيط الوجه والجزء الجانبي من العنق، عن طريق إحداث شقّ آخر على شكل حرف W من داخل الأذن، الذي يمتدّ بعد ذلك وراء الأذن. يشدّ العضلة ثانيةً أيضاً بخيط قابل للإمتصاص.
يخفي الجرّاح كلّ تفاصيل العمليّة داخل محور الأذن ويغلق الجرح بعد أن يكون قد أزال الجلد الزائد. وإذا تمّ إجراء حقن الدهون الذاتية مسبقاً (شفط الرقبة أو الألغاد)، ففي هذه الحالة يمكن الإستفادة منها، بعد تعريضها للطرد المركزي، لحقنها في الشفتين أو في الطيّات الأنفيّة.